كلمة طارق الكردي في مجلس الأمن خلال فعالية “أصوات النساء السوريات عن المعتقلين والمختفين في سوريا”
كلمة طارق الكردي، عضو اللجنة المصغرة في اللجنة الدستورية، خلال فعالية “أصوات النساء السوريات عن المعتقلين والمختفين في سوريا“، على هامش جلسة مجلس الأمن، بتنظيم من هيئة التفاوض السورية، في 3 حزيران/ يونيو 2022.
“السيد رئيس مجلس الأمن؛
السيدات والسادة؛
أحد عشر عامًا مرت على الكارثة في سوريا، بسبب الحرب التي شنها نظام الأسد على الشعب السوري، ارتُكِبت فيها الكثير من الانتهاكات، وفي مقدمتها استخدام نظام الأسد للاعتقال والإخفاء القسري كسلاح لقمع الثورة المدنية السلمية.
أكثر من مليون سوري من النساء والأطفال والرجال تعرض لتجربة اعتقال، مازال عدد كبير منهم مختفي قسريًا منذ سنوات، وترك وراءه عوائل وأحبه يُعانون من مرارة الانتظار كل يوم.
سمعنا جميعًا في الفترة الماضية عن إصدار نظام الأسد لما يُسمّى عفوًا عامًا، عفوًا لم يتم خلاله إطلاق سراح إلا عدد قليل جدًا من الأشخاص أغلبهم فاقد للذاكرة، ويعانوا من اضطرابات نفسية نتيجة ما عانوه في سنوات الاعتقال الطويلة.
الحقيقة لا نستطيع الوصول إلى المعلومات لأن هناك إخفاء مُتعمّد من قِبَل النظام لكل المعلومات، فإذا كان هناك عفو حقيقي لماذا يخفي النظام المعلومات!
اعتقال من دون محاكمة، وقتل خارج نطاق القانون، وتعذيب مفضي إلى الموت، واغتصاب والعديد من الجرائم جنائية الوصف تُرتكب منذ سنوات طويلة في وطننا.
خلال عملنا في اللجنة الدستورية السورية – وأنا اتحدث الآن من جنيف حيث اختتمت اليوم أعمال الجولة الثامنة – نُطالب ونناضل لضمان إقامة مسار للعدالة الانتقالية تضمن محاسبة المنتهكين، وجبر الضرر، ومعرفة الحقيقة، وتمكين المهجّرين من العودة إلى مساكنهم، والحصول على ممتلكاتهم، وضمان عدم تكرار هذه المأساة مرة أخرى.
نريد تنفيذ القرار ٢٢٥٤ (2015) وكل القرارات ذات الصلة، وتحقيق الانتقال السياسي الديموقراطي، وتحقيق العدالة لكل السوريات والسوريين.
ان السلام هو نقيض الحرب في الشكل، أما في العمق فنقيض الحرب هي العدالة.
فلا سلام من دون عدالة”.